التحقيقات بدأت اليوم مع قبطان السفينة الجانحة ..

قال الفريق أسامة ربيع، رئيس هيئة قناة السويس: “كان شعورا لا يوصف مع بداية تحرك السفينة الجانحة “إيفر جيفن”، حيث كنا نصلى الفجر هناك والرئيس قاللى سمعة مصر فى إيديك أنت ورجالتك”.
وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج مساء دى إم سى مع الإعلامى رامى رضوان: “بعد انتهاء الأزمة كان لدينا 422 سفينة وغادرت 113 سفينة فور دخول السفينة الجانحة البحيرات يوم 31، ودخلت 81 سفينة، وإن شاء الله ينتهوا فى يومين أو يوم ونصف، وفى خلال 4 أيام تعود الأمور لطبيعتها، ونحن نعمل 24 ساعة هذه الأيام”.
وأكد ربيع: “التحقيقات بدأت اليوم، وعدم استجابة القبطان من الممكن أن تكون من تعليمات الشركة ولكنه سيستجيب، لأن السفينة محجوز عليها وكل شيء سيظهر، والشركة سترسل محاميا ولا توجد مسئولية على قناة السويس لأن دور المرشد استشارى فقط.. فى يد الشركة أن تنتهى بشكل أسرع وتدفع التعويضات، وإذا لم تستجب سيتم الحجز على السفينة لمدة طويلة، ولا توجد مطالبات رسمية حتى الآن، لأن التحقيق ما زال فى بدايته”.
وأضاف أسامة ربيع: “استهلكنا وحدات كثيرة ووقود وهناك أشياء ستحسب على التعويض إلى جانب تعويضات المراكب بالطبع، والبنك الذى اصطدمت به السفينة كنا نخشى أن ينهار، ما زلنا فى مرحلة تقييم التعويضات حتى الآن، ومن الممكن أن تكون فى متوسط دخل القناة فى اليوم 15 إلى 17 مليون دولار”.
وتابع أسامة ربيع: “الكلام عن التأمين على حركة الملاحة غير مضبوط، لأن التأمين يكون فى المناطق الخطرة ومناطق الحروب، ولكن قناة السويس مكان آمن، وكل كلام عن ميناء جديد تتم دراسته جيدا ونعمل على إيجاد بدائل، وقمنا بعمل تخفيضات على رسوم عبور السفن ونقدم خدمة مميزة لعبور المراكب، ونزود عدد الجراجات للسفن، ونفكر فى أن نقوم بعملية ازدواج للمنطقة التى لا يوجد بها ازدواج”.
ظن الشامتون وبعض الظن إثم، أن تاريخ أمة عظيمة امتد قرابة 7 آلاف عام، أن ينتهي في 7 أيام عجاف، بل امتد إثمهم واعتقدوا أن السبع العجاف سيأكلن من قدمته الحضارة المصرية خلال تلك السنين الطويلة.
ففي أسبوع آلام المصريين أخذ الشامتون قسطًا من أوجاع الضحايا وبثوها سموما لإحباط أبناء النيل، وظنوا أن تاريخا عمره سبعة آلاف عام يمكن أن ينتهي بسبعة أيام عجاف، قبل أن تحل لعنة “أحفاد الفراعنة” على “دعاة الشر” حين انتصر المصريون في السويس مجددا.
من ذا الذى أخبركم أن لعنة الفراعنة في أسطورة، ألم يأتكم نبأ الذين قدر الله لهم أن يكونوا شريان هذا العالم، فاذا بالألم الذى ألم بهذا الشريان توجع الجسد كله، حتى بات التجلط البحرى الطارئ في قناة السويس حديث الصغير قبل الكبير من أقصى الأرض إلى أقصاها.
في أسبوع آلام المصريين من حوادث وحرائق وانهيارات على صوت الشامتين، أخذوا قسطا من أوجاع الضحايا وبثوها سموما مغلفة بالكوميديا الخبيثة التي رافقت عملية تعويم السفينة العالقة، ليقدموا توليفة تثبت من عزيمة أبناء النيل .
شهر واثنان وربما ثلاثة، حتى تتحرك أضخم سفينة في العالم، ولعلها لن تتحرك أبدا، وعداد الخسائر سيتضخم، وكأنهم يصوغون نعوة قناة السويس، بل إن دعاية الشر رحت تطرح عبر مواقع التواصل مشاريع بديلة اخترعوها ليشيعوا في أذهان المصريين حلم القناة، عن جهل، وربما عن سابق إصرار ومعرفة، راحوا يسخرون من المعدات التي كانت الطوارئ المصريين تستخدمها لتحريك السفينة الضخمة، والتشكيك ، بل الجزم بأن مصر لا تملك القدرات والمعدات والخبرات، ولكن خلف هذا “الفلاح” الواثق ضجيج تاريخ وأصوات من راحوا.
حرثا وحربا وتشغيل، حتى قهروا المسافات وقربوا شرق العالم بغربه، ورسموا خارطة جديدة للاقتصاد، وعلى قدر أهل مصر تاتى العزائم، لم يخسروا الرهان البتة، غالبا ما يثبتون ان دم الإنجاز والتحدى يسرى في عروقهم مسرى النيل، هذا النهر العظيم الذى يصرخ اليوم عاليا وسط زحمة الأخبار عن السفينة التي عامت، اذا كانت قناة السويس امانة الجغرافية الدولية في بلادنا، فانني انا النيل حياة المصريين ووجودهم، ولبيب من الدبلوماسية يفهم، الآن حصحص الحق، وبدا للكثيرين ما كانوا يجهلون، السفينة العالقة أبحرت، فاذا باقتصاد العالم يتنفس، بل العملية البحرية الجراحية التي كان ابطالها يعرفون من اين تؤكل الكتف، غير ابهين بمن سخر مكرا وشماتة، لتحل لعنة احفاد الفراعنة على من ظل واهما ان تاريخ عمره 7 الاف عام يمكن ان ينتهي بسبعة أيام عجاف، فخاب وانكسر بينما الشعب المصريىن كما عودنا دائما فعل وانتصر.
وعلى مدار أكثر من نصف قرن، استطاع مرشدو القناة المصريون إبقاء الحركة بقناة السويس على معدل السير بسلاسة، وتحدوا توقعات القوى الاستعمارية عندما أممت مصر الشريان التجارى الحيوى فى عام 1956، لذلك عندما جنحت السفينة إيفر جيفن الضخمة فى القناة، كانت مسألة تحريكها فخرا وطنيا، ومع تراكم مئات السفن الكبيرة عند مدخل الممر المائى، وهو محور للتجارة العالمية، واجهت سلطات القناة المصرية أصعب تحدى فى وقت السلم، وهو التحدى الذى ترتبط فيه كل من المصالح الاقتصادية للبلاد ومكانتها الوطنية.
وعندما طفت السفينة أخيرا أمس الاثنين، أطلقت القاطرات أبواقها، وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن المصريين أثبتوا اليوم أنهم على قدر المسئولية دوما، وأن القناة التى حفروها بأجساد أجدادهم ودافعوا عن حق مصر فيها بأرواح آبائهم ستظل شاهدا أن الإرادة المصرية ستمضى إلى حيث يقرر المصريون”.
والقناة بالنسبة للمصريين لم تكن فقط مصدرا للعملة الأجنبية المهمة للاقتصاد، ولكنها رمز السيادة التى ضحى لأجلها الآلاف بأرواحهم فى حروب، وخلال عملية الحفر بين عامى 1859 إلى 1869.